ما هو الفرق بين المحتوى القصير (Shorts) والطويل في تحقيق الأرباح؟
يُعتبر اختيار نوع المحتوى على يوتيوب خطوة حاسمة لأي صانع محتوى يسعى إلى زيادة الأرباح وتحقيق نمو مستدام للقناة. فبين المحتوى القصير المعروف بـ “Shorts” والمحتوى الطويل، توجد فروقات كبيرة من حيث طريقة التفاعل مع الجمهور، أسلوب تحقيق الأرباح، ودرجة التأثير على نمو القناة. فهم هذه الاختلافات يساعد على رسم استراتيجية محتوى متكاملة تناسب أهدافك سواء كانت زيادة المشتركين، رفع نسبة المشاهدة، أو تعزيز العائد المالي من القناة.
اختلاف نموذج تحقيق الأرباح
المحتوى الطويل يعتمد أساسًا على الإعلانات التقليدية داخل الفيديو، مثل إعلانات العرض قبل الفيديو، البانرات، وإعلانات منتصف الفيديو إذا تجاوزت مدة الفيديو الثماني دقائق. كلما زادت مدة الفيديو، كلما زادت الفرص لعرض إعلانات متعددة، ما يزيد من إجمالي الأرباح لكل فيديو. على سبيل المثال، فيديو تعليمي طويل أو مراجعة شاملة لمنتج معين يمكن أن يعرض ثلاث إلى خمس فرص للإعلانات، ما يرفع من دخل صانع المحتوى بشكل ملحوظ.
أما المحتوى القصير (Shorts)، فهو يعتمد على نموذج مختلف، حيث يحصل صانع المحتوى على حصص من صندوق يوتيوب المخصص لـ Shorts. هذه الحصة تُحسب بناءً على عدد المشاهدات الفعلية والتفاعل معها، وليس عبر الإعلانات التقليدية داخل الفيديو. هذا يعني أن الأرباح من Shorts للفيديو الواحد عادةً تكون أقل مقارنة بالفيديو الطويل، لكنها تتعوض من حيث الوصول إلى جمهور واسع جدًا في وقت قصير. فمثلًا، فيديو Shorts جذاب يمكن أن يحصل على مليون مشاهدة خلال أيام، ما يمنح صانع المحتوى فرصة كبيرة للانتشار، حتى لو كان الدخل من كل مشاهدة قليلًا.
مدة المشاهدة وتأثيرها على الأرباح
مدة المشاهدة تعتبر عاملًا أساسيًا في تحقيق الأرباح على يوتيوب. الفيديوهات الطويلة تشجع المشاهدين على البقاء فترة أطول على القناة، مما يزيد الوقت الإجمالي الذي يقضيه الجمهور أمام الإعلانات ويعزز دخل صانع المحتوى. كل دقيقة إضافية يقضيها المشاهد في الفيديو الطويل تعني فرصة أكبر لعرض الإعلانات وجني الأرباح.
في المقابل، Shorts قصيرة جدًا عادة أقل من دقيقة، ما يعني أن الوقت الإجمالي للمشاهدة لكل فيديو أقل. لكن طبيعة هذه الفيديوهات السريعة والممتعة تجعلها تنتشر بسرعة، حيث يمكن أن يشاهدها عشرات الآلاف من المشاهدين خلال ساعات قليلة. هذا الانتشار الواسع يعوض جزئيًا قصر مدة المشاهدة ويتيح فرصة للوصول إلى جمهور جديد وجذب مشتركين جدد بسرعة أكبر مما يمكن أن يحققه فيديو طويل واحد.
التفاعل والمشاركة
المحتوى القصير غالبًا ما يحصل على نسبة مشاركة أعلى بسبب سهولة مشاهدته ومشاركته بسرعة عبر الرسائل أو وسائل التواصل الاجتماعي. يمكن أن تشمل التفاعلات الإعجابات، التعليقات القصيرة، وإعادة المشاركة مع الأصدقاء. هذه التفاعلات تساعد على تعزيز ظهور الفيديوهات على صفحة الاستكشاف والوصول إلى جمهور جديد بسرعة.
أما الفيديو الطويل، فالتفاعل قد يكون أقل نسبيًا لكل فيديو، لكن التعليقات غالبًا ما تكون أكثر عمقًا ومناقشات مفصلة حول المحتوى. هذا النوع من التفاعل يعزز ولاء الجمهور للقناة، ويزيد من فرص المشاهدة المستمرة للفيديوهات المستقبلية. بالإضافة إلى ذلك، تتيح التعليقات الطويلة للفيديوهات الطويلة لصناع المحتوى فهم اهتمامات جمهورهم بشكل أفضل وتحسين المحتوى القادم.
تأثير نوع المحتوى على نمو القناة
Shorts تساعد على اكتساب مشتركين جدد بسرعة، خاصة إذا كان الفيديو جذابًا أو ممتعًا. بسبب خوارزمية يوتيوب التي تفضل عرض Shorts على صفحة الاستكشاف، يمكن للفيديوهات القصيرة أن تنتشر بسرعة بين جمهور كبير في وقت قصير جدًا. على سبيل المثال، صانع محتوى ترفيهي يمكن أن يزيد عدد المشتركين بشكل كبير خلال أيام من خلال فيديوهات قصيرة ساخرة أو تعليمية سريعة.
أما المحتوى الطويل، فهو يساهم في بناء علاقة قوية ومستدامة مع الجمهور. الفيديو الطويل يقدم قيمة أكبر، سواء من حيث المعلومات أو الترفيه، مما يزيد من مدة المشاهدة الإجمالية للقناة ويعزز مكانتها ضمن خوارزمية يوتيوب. جمهور الفيديو الطويل غالبًا ما يصبح متابعًا دائمًا للقناة، ويشارك المحتوى مع الآخرين بشكل أعمق وأكثر التزامًا.
استراتيجية الجمع بين النوعين
أفضل استراتيجية لتحقيق نمو وأرباح مستدامة هي دمج المحتوى الطويل والقصير معًا. يمكن استخدام Shorts لجذب جمهور جديد بسرعة، ثم توجيههم لمشاهدة الفيديوهات الطويلة للحصول على تجربة أكثر عمقًا وزيادة الأرباح من الإعلانات التقليدية.
على سبيل المثال، صانع محتوى تعليمي يمكن أن يقدم فيديوهات قصيرة لشرح فكرة سريعة أو نصيحة مفيدة، ويضيف رابطًا أو دعوة لمتابعة الفيديو الطويل الذي يشرح الموضوع بالكامل. هذا التكامل يتيح الاستفادة من الانتشار السريع للمحتوى القصير مع الاستقرار المالي الذي يوفره المحتوى الطويل.
أمثلة عملية على تأثير كل نوع محتوى
اليوتيوبرز المعروفون يستخدمون مزيجًا من النوعين لتحقيق أفضل النتائج. قناة تعليمية مثل “Kurzgesagt” تعتمد على فيديوهات طويلة لتقديم شروحات مفصلة، لكنها قد تستخدم مقاطع قصيرة على وسائل التواصل الاجتماعي لجذب المشاهدين وتحويلهم إلى الفيديو الكامل. بينما صناع المحتوى الترفيهي الشبابي يعتمدون كثيرًا على Shorts لنشر مقاطع مضحكة وسريعة تزيد عدد المشتركين بسرعة كبيرة، ثم يوجهون جمهورهم لمتابعة مقاطع أطول لمزيد من التفاعل والربح.
تجنب الأخطاء الشائعة
لكي تحقق النجاح في الجمع بين المحتوى الطويل والقصير، يجب تجنب بعض الأخطاء مثل التركيز على نوع واحد فقط دون الآخر، أو إنتاج Shorts غير جذابة ولا تحفز المشاهد على متابعة القناة. أيضًا، عدم وجود خطة واضحة لربط المحتوى القصير بالمحتوى الطويل يقلل من فعالية الاستراتيجية ويحد من نمو القناة.