الصحة النفسية: اعتنِ بعقلك كما تعتني بجسدك
حين نتحدث عن الصحة، غالبًا ما يخطر ببالنا الجسم: التغذية، الرياضة، النوم. لكن ماذا عن العقل؟ عن ذلك الجزء الخفي الذي يحكم مشاعرنا، قراراتنا، وسلوكنا اليومي؟ الصحة النفسية ليست رفاهية، ولا يجب أن تُهمَل. إنها أساس الحياة المتوازنة، وبدونها يفقد الجسد توازنه مهما بدا قويًا.
لماذا نُهمل مشاعرنا؟
ننشأ في مجتمعات تعلّمنا كيف نخفي حزننا، ونكبت قلقنا، ونُخجل من ضعفنا، ونقول لمن يعاني: "تجلّد، كلنا نمرّ من هنا". لكن الحقيقة أن كبت المشاعر لا يُداوي شيئًا، بل يراكم الألم بصمت، حتى ينفجر في شكل اكتئاب أو توتر دائم أو حتى أمراض جسدية.
كلّ شخص معرض للضغط
لا أحد محصّن من التحديات النفسية. الطالب القَلِق من امتحاناته، الموظف الذي يعاني من ضغط العمل، الأم التي تتعب بين أبنائها، أو حتى الشاب العاطل عن العمل. الحياة تُثقل الجميع، ومن الطبيعي أن نشعر أحيانًا بالحزن، بالارتباك، أو حتى بالضياع. ما هو غير طبيعي أن نتجاهل هذه المشاعر أو نسخر منها.
علامات يجب أن لا نُهملها
كيف نعتني بصحتنا النفسية؟
العلاج النفسي ليس عيبًا
الذهاب إلى طبيب أو معالج نفسي لا يعني أنك "ضعيف"، بل يعني أنك شجاع بما يكفي لتواجه ألمك. تمامًا كما نذهب إلى الطبيب عند ألم في القلب أو الكلى، يجب أن نُراجع المختص النفسي عند ألم في القلب المعنوي أو الأفكار.
بيئة داعمة = صحة نفسية أفضل
عندما يشعر الإنسان بأنه مسموع، مفهوم، ومقبول، تَقِلّ معاناته إلى النصف. لنكن رحماء ببعضنا، فلعل الشخص الذي يضحك أمامك يخفي ألمًا كبيرًا. لنخلق بيئة لا تُخيف من البوح، بل تَحتضن من يعاني وتُشجّعه على العلاج.
ختام ملهم
اعتنِ بعقلك كما تعتني بجسدك. لا تؤجل الراحة النفسية ولا تستهين بها. فالصحة النفسية ليست رفاهية إضافية، بل هي أساس السعادة، وعامود الحياة المستقرة. كن لطيفًا مع نفسك... تستحق أن تعيش مرتاحًا من الداخل.